كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 1080

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 1080



۞ (والمسرجة) نفس ابن آدم وحياته وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته وصفاؤها صفاء عيشه وكدرها كدر عيشه وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده بحيث لا تقبل الدواء والمسرجة قيم البيت

۞ (والمكنسة) خادم

۞ (والخشنة) خادم متقاض أما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات وان كان له أموال تفرقت عنه وان كنس أرضا وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها فإنه من البادية إن كانت له وإلا كان جابيا أو عشارا أو فقيرا سائلا طوافا

۞ (الممخض) رجل مخلص أومفت يفرق بين الحلال والحرام فإن رأى كأنه ثقب الممخض فإنه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها

۞ (وأما القصعة) فدالة على المرأة والخادم وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق اليه فمن رأى جمعا من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم وان كانوا أهل حرب داروا اليها بالمنافقة وحركوا ايديهم حولها بالمجادلة على قدر طعامها وجوهرها وان كانوا أهل علم تألفوا عليه ان كان طعامها حلوا ونحوه وإن كانوا فساقا أو كان طعامها سمكة أو لحما منتنا تألفوا على زانية

۞ (وأما الطاجن) فربما دل على قيم البيت وربما دل على الحاكم والناظر والجابي والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط

۞ (والحصير) دال على الخادم وعلى مجلس الحاكم والسلطان والعرب تسمي الملك حصيرا فما كان به من حادث فبمنزلة البساط

۞ (وأما التحاقه) فدال على الحصار والحصر في البول وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية أو امرأة أو مريض او محبوس

۞ (وأما الزجاج وما يعمل منه) فحمله غرور ومكسوره أموال والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر وأما العروة فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافرا أسلم واستمسك بالعروة الوثقى وان استيقظ ويده فيها مات على الإسلام ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب والمنقار دال على ذكر صاحبه وفمه وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب

۞ (القفل والمفاتيح) وأما من فتح قفلا فإن كان عزبا فهو يتزوج وان كان مصروفا عن عرسه فإنه يفترعها فالمفتاح ذكره والقفل زوجته كما قال الشاعر: فقم اليها وهي في سكرها * واستقبل القفل بمفتاح إلا أن يكون مسجونا فينجو منه بالدعاء قال الله تعالى {ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} أي أن تدعوا فقد جاءكم النصر وان كان في خصومة نصر فيها وحكم له قال الله تعالى {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} وان كان في فقر وتعذر رزقه فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة أو من شركة أو من سفر وقفول وان كان حاكما وقد تعذر عليه حكم أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين او شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا وأما المفتاح فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح وان كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين أو أعمالا كثيرة من أعمال البر أو وجد كنزا ومالا حلالا ميراثا فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ثم على نحو هذا المفاتيح والمفاتيح سلطان ومال وحظ عظيم وهي المقاليد قال الله تعالى {له مقاليد السموات والأرض} يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما وكذلك قوله في قارون {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} يصف بها أمواله وخزائنه فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا ومالا بقدر ذلك وان رأى أنه يفتح بابا بمفتاح حتى فتحه فإن المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبه ويستعين بغيره فيظفر بها، ألا ترى ان الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكأنه يستعين في أمره ذلك بغيره؟ وكذلك لو رأى أنه استفتح برجا بمفتاح حتى فتحه ودخله فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له والقفل كفيل ضامن واقفال الباب به اعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة وكل غلق هم وكل فتح فرج وقيل ان القفل يدل على التزويج وفتح القفل قد قيل هو الافتراع والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد

۞ (ومن رأى) انه فتح بابا أو قفلا رزق الظفر لقوله تعالى {نصر من الله وفتح قريب}.

النوم والاستلقاء على القفا والانتباه والعجوز والمرأة والجارية ۞ النعاس أمن لقوله تعالى {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه} والنوم غفلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. وورد في الدعاء: نبهنا من نوم الغافلين.

۞ (ومن رأى) كأنه مستلق على قفاه قوى أمره وأقبلت دولته وصارت الدنيا تحت يده لأن الأرض مسند قوي ومن استلقى على قفاه وكان فمه منفتحا فخرج منه أرغفة فإن تدبيره ينتقص ودولته تزول ويفوز بأمره غيره فإن رأى كأنه منبطح فإنه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بجري الاحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور وذلك انه نام على هذه الصفة جعل وجهه في الأرض فلا يدري ما وراه والانتباه من النوم يدل على حركة الجسد واقباله وقال القيرواني ان النوم على البطن ظفر بالأرض والمال والأهل والولد والرقاد على الظهر تشتيت وذلة وموت وربما دل على فراغ الأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامدا لله عز وجل والنوم على الجنب خبر أو مرض أو موت

۞ (ومن رأى) أنه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده وأما العجوز القبيحة أو الناقصة وذات العيب المجهولة فهي الدنيا رأس كل فتنة لأن المرأة فتنة وقد تمثلت الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء في صورة امرأة وتحايلت لكثير من الناس في صورة امرأة عجوز ذات عيب وقد تدل إذا كانت حسنة جميلة نظيفة كأنها عابدة زاهدة على الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها من عمل ومال حلال لأن الدنيا والآخرة ضرتان إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى وربما دلت الدنيا الذاهبة والأرض الميتة والدار الخربة والمعروفة هي نفسها او سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها فمن رأى عجوزا هرمة شابت في المنام نظرت في حاله ان كانت الرؤيا في خاصته فإن كان فقيرا استغنى وان كان ممن أدبرت دنياه عاد اليه اقبالها وان كان حراثا أو كان عنده مكان يدل على النساء قد تعطل كالبستان أو الفدان والحمام ونحوه فإنه يعود إلى عمارته وبنائه وهيئته وان كان مريضا أفاق من علته وان كان لاهيا عن آخرته عاد اليها وإن كانت للعامة نظرت فإن كانت السنة قد يئس الناس منها ومن خيرها أعقبوها بالخصب وأتوا بالقوت وان كانوا في حرب قد تشعبت وكبرت ومكرت أنجلى أمرها وعادوا إلى حالهم في أولها وأما المراة الكاملة فدالة على ما هو مأخوذ من اسمها فإما من أمور الدنيا لأنها دنيا ولذة ومتعة وإما من أمور الآخرة لأنها تصلح الدين وربما دلت على السلطان لأن المرأة حاكمة على الرجل بالهوى والشهوة وهو في كده وسعيه عليها في مصالحها كالعبد وتدل على السنة لأنها تجمل وتلد وتدر اللبن وربما دلت على الأرض والفدان والبستان وسائر المركوبات فمن رأى امرأة دلت عليه أو ملكها أو حكم عليها أو ضاحكة اليه أو مقبلة عليه نظرت في أمره ان كان مريضا ببطن ونحوه أو عزبا وكانت المراة الموصوفة بالجمال أو ظنها حوراء نال الشهادة وان لم يكن ذلك ولكنها من نساء الدنيا نجا مما هو فيه ونال دنيا وان رأى ذلك فقيرا أفاد مالا وإن رأى ذلك من له حاجة عند سلطان فليرجها وليناهزها فإن رأى ذلك من سفينة أو دابة غائبة قدمت عليه بما يسره وإن رأى ذلك مسجون فرج عنه لجماله وللفرج الذي معها وإن رأى ذلك من يعالج غرسا أو زرعا فليداومه ويعالجه فإن رآها للعامة فإنها أمر يكون في الناس يقدم عليهم وأو ينزل فيهم فإن كانت بارزة الوجه كان أمرها ظاهرا وإن كانت منتقبة كان أمرها خفيا فإن كانت جميلة فهو أمر سار وان كانت قبيحة فهو أمر قبيح وان كانت تعظهم وتأمرهم وتنهاهم فهو أمر صالح في الدين وإن كانت تعارضهم وتلمسهم أو تقبلهم أو تكشف عورتها اليهم فهي فتنة يهلك فيها ويفتن من ألم بها أو نال شيئا منها في المنام أو نالته في الأحلام وقد تكون من الفتن حصنا وغنائم في تلك السنة التي هم فيها ان رآها في وسط الناس أو في الجامع لأن الخير قد يكون فتنة لقوله تعالى {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} وإن رآها داخلة عليهم أو نازلة اليهم فهي السنة الداخلة بعد التي هم فيها وأما الجارية فدالة على خير يجئ وأمر يجري وفتنة تعتري مأخوذ من اسمها جارية فمن رأى جارية ملكها أو نكحها أو دخلت عليه فإن كان له غائب جاءه أو خبره أو كتابه وإن رأى ذلك من تقتر رزقه يسر له وإن رأى ذلك من هو في البحر ممن تعذر طاووسه جرت سفينته وإن رآها للعامة تطاردهم في الأسواق أو تدعوهم الى السفاح ففتنة تموج فيهم وإن رآها تضرب بالدف فخير مشهور يقدم على الناس ثم على قدر جمالها وقبحها وسائر أحوالها.

العطش والشرب والري والجوع والأكل وأكل الانسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار ۞ أما العطش فهو في التأويل خلل في الدين فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت {ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني} قال بعضهم من أراد أن يشرب فلم يشرب لم يظفر بحاجته ومن شرب الماء البارد أصاب مالا حلالا وإذا رأى أنه ريان من الماء دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيه
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: