كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 1095

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 1095



۞ (وأما الجوع) فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش والشبع تحصيل المعاش وعود المال والأكل يخلف في أحوال وقال بعضهم الجوع خير من الشبع والري خير من العطش وقيل من رأى أنه جائع أصاب خيرا ويكون حريصا

۞ (ومن رأى) أنه غيره دعاه إلى الغذاء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار فإنه يستريح من تعب فإن دعاه إلى العشاء فإنه يخدع رجلا ويمكر به قبل أن يخدعه هو

۞ (ومن رأى) أنه أكل طعاما وانهضم فإنه يحرس على السعي في حرفته

۞ (ومن رأى) أنه أكل لحم نفسه فإنه يأكل من مدخور ماله ومكنوزه فإن أكل لحم غيره فإن أكله نيئا فإنه يغتابه او أحد أقربائه وإن أكله مطبوخا أو مشويا فإنه يأكل رأس مال غيره فإن رأى كأنه يعض لحم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنه رجل غماز واكل المرأة لحم المرأة مساحقة أو مغالبة وأكل لحم نفسها دليل على انها تزني وتأكل من كد فرجها وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل المرأة وكذلك اكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ فإن رأى أنه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والمداراة

۞ (وأما مضغ العلك) فمن رأى أنه يمضغه فغنه ينال مالا في منازعة وقيل ان مضغ العلك اتيان فاحشة لأنه من عمل قوم لوط وأما من رأى أنه يطبخ بالنار شيئا ونضج فإنه يصيب مراده في مال فإن لم ينضج لم ينل مراده ولو رأى أنه يأكل اللبان فإن اللبان بمنزلة بعض الادوية ولو رأى أنه يمضغ اللبان والعلك فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك وكل ما يمضغ من غير أكل فإنه يزداد الكلام بقدر ذلك المضغ وكذلك قصب السكر إلا أنه كلام يستحلي ترداده فإن رأى أنه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعرا أو عظاما فإنه يصيب مالا من رؤساء الناس وعظمائهم فإن أكل من أدمغتهم فإنه يصيب من ذخائر أموالهم وكذلك رؤوس البهائم والسباع إلا أنها دون رؤوس الناس في الشرف فإن رأى رؤوس الناس مقطوعة في بلدة أو محلة أو في بيت أو على باب دار فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه وقيل من رأى أنه يأكل لحم نفسه أصاب مالا يؤكل وسلطانا عظيما فإن رأى أنه يأكل لحم مصلوب أو ابرص أو لحم مجذوم فإنه يصيب مالا عظيما حراما فإن رأى أنه عانق رجلا ميتا أو حيا فإنه تطول حياته وكذلك المصافحة

۞ (ومن رأى) أنه يأكل من لحم نفسه أو لحم غيره وكان لما يأكل اثر ظاهر أكل من ماله أو من غيره فإن لم يكن له أثر اغتاب انسانا من اهل بيته أو غيرهم ومن أكل لحم المصلوب اكل مالا حراما من رجل رفيع القدر إذا كان لما يأكل اثر.

ذكر أنواع من البلايا من اليأس واليتم والوجع والكد والفزع والعثور والعبوس والعري والعزل والطرد والسرقة والسفه والذلة والخسران والخيانة والحبس والحمل الثقيل والبؤس أو الطغيان والضلالة ۞ أما اليأس من الأمر فدليل الفرج والنجاة لقوله تعالى {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} وقوله تعالى {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا}

۞ وأما اليتيم فمن رأى كأنه يتيم فإن غيره يغلبه في امر امرأة أو مال أو تجارة وما أشبه ذلك والوجع ندامة من ذنب وقيل ان من رأى أنه مستريح فإنه يكد والكد راحة والفزع يدل على اكتساب مظنة وارتكاب مآثم

۞ (ومن رأى) أنه مات من الفزع مات فقيرا والمظالم باقية في ذمته والعزل عهد كما أن العهد عزل وقيل انه يدل على طلاق المرأة وعبوس الوجه يدل على بنت لقوله تعالى {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم}

۞ وأما العثور فمن رأى كأن ابهام رجله عثرت في الأرض اجتمع عليه دين فإن خرج منها دم نابته نائبة وقيل انه يصيب مالا حراما وأما العرى فمن رأى أنه نزع ثيابه ظهر له عدو مكاتم غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة والنصيحة قال الله تعالى {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما} فإن رأى كأنه عريان في محفل فانه يفتضح وان كان عريانا في موضع وحده فان عدوه يطلب عثراته فلا يجد مراده من هتك ستره والطرد غير محمود في التأويل فمن رأى أنه طرد أحدا من أهل الفضل أو هول أو صاح عليه فانه يقع في أمر هائل ويغلبه عدوه وأما السرقة فان السارق المجهول ملك الموت والسارق المعروف يستفيد من المسروق منه علما أو موعظة أو منفعة فان رأى كأن سارقا مجهولا دخل بيته وسرق طسته أو ملحفته أو قمقمته ماتت امرأته وسرقة الدار أيمة تتزوج والسفه الجهل فمن رأى أنه سفه جهل لقوله تعالى {فان كان الذي عليه الحق سفيها} قالوا جاهلا وأما الذلة فنصرة في التأويل والخسران الذنب والخيانة والزنا والحبس ذل وهم وقيل ان الحبس في السجن يدل على نيل ملك بدليل قصة يوسف والحبس في البيت المجصص المجهول المنفرد عن البيوت دليل الموت والقبر فان رأى كأنه موثق في بيت مغلق عليه فانه ينال خيرا واما الحمل الثقيل فجار السوء واصابة البؤس دليل الافتقار وأما الضلالة عن الطريق فخوض في باطل والاهتداء بعد الضلالة اصابة الخير والفلاح .

بعض الاضداد كالصعود والهبوط والبخل والانفاق والهبة واللجاجة والمصالحة والكبر والتواضع والكذب والصدق والفقر والغنى والخوف والأمن والغم والفرح والجحود والاقرار والاحسان والاساءة والذنب والتوبة ۞ من رأى انه صعد جبلا دل على حزن وسفر فان صعد في السماء حتى بلغ نجومها فانه يصيب شرفا ورياسة فان رأى أنه لما صعد فيها تحول نجما من النجوم التي يهتدي بها نال الإمامة والهبوط من السماء بعد صعودها ذل بعد العز وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين وإذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرج وقيل انه يدل على تغيير الأمر وتعذر المواد وأما البخل فذم فان رأى انه يبخل فانه يذم كما انه لو راى انه يذم فانه يبخل وانفاق المال على الكره دليل اقتراب الأجل {وأنفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي أحدكم الموت} وإذا انفق عن طيب نفس منه أصاب خيرا ونعمة لقوله تعالى{وأنفقوا خيرا لأنفسكم} وقوله تعالى {وما أنفقتم من سئ فهو يخلفه} وأما الهبة فمن رأى كأنه وهب لرجل عبدا فانه يرسل اليه عدوا

۞ واللجاجة فرار فمن رأى كأنه يلج فانه يفر من أمر هو فيه كائنا ما كان من ولاية أو تجارة أو صناعة أو خصومة ويدل أيضا على نفور الناس عن موعظة واعظ أو تعظيم عالم لقوله تعالى {بل لجوا في عتو ونفور} وأما المصافحة فمن رأى كأنه يدعو غريما إلى الصلح من غير قضاء دين فانه يدعو ضالا إلى الهدى ومصالحة الغريم على شطر المال نيل خير

۞ (وأما الكبر فمن رأى كأنه تكبر لتمكنه بسرور الدنيا وفوزه بنعيمها واستقامة أمورها فانه يدل على نفاد عمره) لقوله تعالى {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهار} الآية والتبختر خطأ في الدين لقوله تعالى {واقصد في مشيك} ويدل على اصابة شرف في الدنيا زائل عن قريب والتواضع للناس ظفر وعلو ورفعة لما روى في الأخبار ومن تواضع لله رفعة والكذب دليل على أن صاحب الرؤيا لا عقل له خصوصا إذا راى كأنه يكذب على الله لقوله تعالى {يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون}

۞ والصدق الإيمان فمن رأى من الكفار أنه صدق فانه يؤمن كما لو راى مؤمن انه آمن فانه يصدق وأما الفقر فمن رأى انه فقير فانه يصيب طعاما كثيرا لقوله تعالى حكاية عن موسى {رب اني أنزلت إلى من خير فقير} والغنى هو الفقر فمن رأى انه يفتقر وأما الخوف فيدل على التوبة وكل خائف تائب وقيل من راى كأنه خائف فاز من الخوف ونال رياسة فان رأى انه آمن فانه يخاف وأما الغم فدال على السرور وقيل هو الغم بعينه والفرح هو الغم لقوله تعالى {لايحب الفرحين} وأما الجحود فعلى ضربين جحود حق وجحود باطل فمن رأى أنه جحد باطلا فانه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

۞ (ومن رأى) كأنه جحد حقا فانه يكفر لقوله تعالى {وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون} والاقرار بعبودية انسان اقرار بعداوته والاقرار على النفس بالذنب والمعصية نيل عز وشرف وتوبة لقوله تعالى حاكيا عن آدم وحواء {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا} والاقرار بقتل الانسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن لقصة موسى قتلت منهم نفسا واما الاحسان فيدل على نجاة صاحب الرؤيا والاساءة تدل على هلاكه وارتكاب الذنب يدل على ركوب صاحبه الددين كما ان الدين يدل على ارتكاب الآثام والتوبة تدل على نيل ملك واصابة شرف وبركة بعد احتمال بلية.
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: