كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 195

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 195



۞ (ومن رأى) كأنه يؤذن على سبيل اللهو واللعب سلب عقله لقوله تعالى: {وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوما لا يعقلون}. (وحكي) عن دانيال الصغير أنه قال (من رأى) كأنه أذن وقام وصلى فقد تم عمله وهو دليل الموت ومن سمع أذانا في السوق فإنه موت رجل من أهل تلك السوق ومن سمع أذانا يكرهه فإنه ينادي عليه في مكروه (قال الأستاذ أبو سعيد) الأصل في هذا الباب الأذان إذا رآه من هو أهل له كان محمودا إذا أذن في موضعه وإذا رآه من ليس بأهل أو رآه في غير موضعه كان مكروها فإن أذن في مزبلة فإنه يدعو أحمق إلى الصلح ولا يقبل منه وإن أذن في بيت فإنه يدعو امرأة إلى الصلح فإن أذن متعجرا فإنه يغشى امرأة (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أؤذن فقال تحج وأتاه آخر فقال رأيت كأني أؤذن فقال تقطع يداك قيل له كيف فرقت بينهما قال رأيت للأول سيما حسنة فأولت {وأذن في الناس بالحج} ورأيت للثاني سيما غير صالحة فأولت {ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون}.

في تأويل رؤيا الصلاة وأركانها ۞ (قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الأصل في رؤيا الصلاة أنها محمودة دينا ودنيا وتدل على إدراك ولاية ونيل رياسة أو قضاء دين أو أداء أمانة وإقامة فريضة من فرائض الله تعالى ثم هي على ثلاثة أضرب فريضة وسنة وتطوع فالفريضة منها تدل على ما قلنا وأن صاحبها يرزق الحج ويجتنب الفواحش لقوله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} والسنة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره وظهور اسم حسن له لقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وشفقة على خلق الله تعالى وعلى أن يكرم عياله ومن تحت يده ويحسن إليهم فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة ويسعى في أمور أصدقائه فورثه ذلك عزا والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم

۞ (ومن رأى) كأنه يصلي فريضة الظهر في يوم صحو فإنه يتوسط في أمر يورثه ذلك عزا حسب صفاء ذلك اليوم فإن كان يوم غيم فإنه يتضمن حمل غموم فإن رأى كأنه يصلي العصر فإنه يدل على أن العمل الذي هو فيه لم يبق منه إلا أقله فإن رأى أنه يصلي الظهر في وقت العصر فإنه يقضي دينه فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه فإنه يقضي نصف الدين أو نصف المهر لقوله تعالى: {فنصف ما فرضتم} فإن رأى كأنه يصلي فريضة المغرب فإنه يقوم بما يلزمه من أمر عياله فإن رأى أنه يصلي العتمة فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم فإن رأى كأنه يصلي فريضة الفجر فإنه يبتدئ أمرا يرجع إلى إصلاح معاشه ومعاش عياله فإن رأى كأنه يصلي الظهر أو العصر أو العتمة ركعتين فإنه يسافر فإن رأت مثلهما امرأة حاضت في يومها فإن رأى كأنه يصلي قاعدا من غير عذر لم يقبل عمله فإن رأى كأنه يصلي على جنبه مرض فإن رأى كأنه يصلي راكبا أصابه خوف شديد فإن رأى كأن الإمام يصلي بالناس وهو راكب وهم ركبان فإن كانوا في حرب رزقوا الظفر فإن رأى كأنه يصلي في بستان فإنه يستغفر الله فإن رأى كأنه صلى في أرض مزروعة قضى الله دينه منها فإن رأى كأنه يصلي في مسلخ حمام دل ذلك على فساد يرتكبه وقيل إنه يلوط بغلام فإن رأى كأن صلاة مفروضة فاتته ولا يجد موضعا يقضيها فيه تعذر عليه نيل ما يطلبه فإن رأى كأنه يصلي في جماعة مستوية الصفوف فإنهم يكثرون التسبيح والتهليل لقوله تعالى: {وإنا لنحن الصافون} {وإنا لنحن المسبحون}. فإن رأى كأنه ترك صلاة فريضة فإنه يستخف ببعض الشرائع والسجدة في المنام دليل الظفر ودليل التوبة من ذنب هو فيه دليل الفوز بمال ودليل طول الحياة ودليل النجاة من الأخطار فإن رأى كأنه سجد لله تعالى على جبل فإنه يظفر برجل منيع فإن رأى أنه سجد لغير الله تعالى لم تقض حاجته وقهر إن كان في حرب وخسر إن كان تاجرا فإن رأى كأنه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها فإنه يمنع الزكاة المفروضة فلا يؤديها فإن رأى كأنه يصلي فيأكل العسل فإنه يأتي امرأته وهو صائم فإن رأى كأنه قاعد يتشهد فرج عنه همه وقضيت حاجته فإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها فإنه يخرج من همومه فإن سلم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره فإن سلم عن يساره دون يمينه فإنه يتشوش عليه بعض أحواله فإن رأى أنه يصلي نحو الكعبة دل على استقامة دينه فإن صلى نحو المغرب دل على رداءة مذهبه وجراءته على المعاصي لأنه قبلة اليهود وهم اجترءوا على أخذ الحيتان يوم سبتهم فإن صلى نحو المشرق دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل لأنه قبلة النصارى فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر فإن رأى أنه لا يهتدي إلى القبلة فإنه متحير في أمره فإن صلى إلى غير قبلة إلا أن عليه ثيابا بيضا وهو يقرأ القرآن كما يجب رزق الحج لقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله}. فإن رأى من ليس بإمام في اليقظة كأنه يؤم الناس في الصلاة وكان للولاية أهلا نال ولاية شريفة وصار مطاعا فإن أم بهم إلى القبلة وصلى بهم صلاة تامة عدل في ولايته وإن رأى في صلاتهم نقصانا أو زيادة أو تغيرا جار في ولايته وأصابه فقر ونكبة من جهة اللصوص فإن صلى بهم قائما وهم جلوس فإنه لا يقصر في حقوقهم ويقصرون في حقه أو تدل رؤياه أنه يتعهد قوما مرضى فإن صلى بقوم قاعدا وهم قيام فإنه يقصر في أمر يتولاه فإن صلى بقوم قيام وقوم قعود فإنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء فإن صلى بهم قاعدا وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب وافتقار فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمور قوم ضعاف فإن أم بالناس على جنبه أو مضطجعا وعليه ثياب بيض وينكر موضعه ذلك ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر فإنه يموت ويصلي الناس عليه وكذلك إن رأت امرأة كأنها تؤم بالرجال ماتت لأن المرأة لا تتقدم إلى في الموت فإن رأى الوالي أنه يؤم بالناس عزل وذهب ماله ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلا لذلك وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس

۞ (ومن رأى) أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإنه انقطعت عليه الصلاة انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه فإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج فإن صلى بالناس صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره فإن كان القوم جعلوه إماما فإنه يرث ميراثا لقوله تعالى: {ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}. فإن رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئا لا يوجده ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام يكون له بذلك صيت حسن من جهة قرض أو صدقة فإن رأى أنه يدعو دعاء معروفا فإنه يصلي فريضة فإن دعا دعاء ليس فيه اسم الله فإنه يصلي صلاة رياء فإن رأى كأنه يدعو لنفسه خاصة رزق ولدا لقوله تعالى: {إذ نادى ربه نداء خفيا}. فإن كان يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم لقوله تعالى: {فنادى في الظلمات}. وحسن الدعاء دليل على الدين والقنوت دليل على الطاعة وكثرة ذكره الله تعالى دليل على النصر لقوله تعالى: {وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا}.

۞ (ومن رأى) كأنه يستغفر الله تعالى رزق حلالا وولدا لقوله تعالى: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا}. الآية فإن رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى ووجهه إلى القبلة فإنه يستجاب دعاؤه وإن كان وجهه إلى غير القبلة يذنب ذنبا ويموت ولم يتب منه فإن سكت عن الاستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله...}. الآية فإن رأت امرأة كأنه يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة لقصة زليخا فإن رأى أنه يقول سبحان الله فرج عن همومه من حيث لا يحتسب فإن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه حبس أو غم لقوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين}. فإن رأى كأنه قال لا إله إلا اله أتاه الفرج من غم هو فيه وختم له بالشهادة فإن رأى كأنه يكبر الله أوتي مناه ورزق الظفر بمن عاداه فإن رأى كأنه يحمد الله نال نورا أو هدى في دينه

۞ (ومن رأى) كأنه يشكر الله تعالى نال قوة وزيادة نعمة وإن كان صاحب هذه الرؤيا واليا ولي بلدة عامرة لقوله تعالى: {واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور}. وقيل (من رأى) كأنه يحمد الله رزق ولدا لقوله تعالى: {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل}.

۞ (ومن رأى) أنه يصلي يوم الجمعة فإنه يسافر سفرا ينال فيه خيرا وبرا ورزقا وفضلا

۞ (ومن رأى) كأنه يصلي صلاة الجمعة يوم الجمعة اجتمعت له أموره المتفرقة وأصاب بعد العسر يسرا وقيل (من رأى) هذه الرؤيا فإنه يظن خيرا وليس كذلك

۞ (ومن رأى) كأنه فرغ من الصلاة وقضاها نال من الله فضلا واسعا فإن رأى أن الناس يصلون صلاة الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم ويظن الناس قد رجعوا من الصلاة فإن والي تلك الكورة يعزل وإن كأنه يحفظ الصلاة فإنه ينال كرامة وعزا لقوله تعالى: {الذين هم على صلاتهم يحافظون}. فإن رأى أنه يصلي وخرج من المسجد فإنه ينال خيرا ورزقا لقوله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.

تأويل رؤيا المسجد والمحراب والمنارة ومجالس الذكر ۞ أخبرنا عبد الله بن حامد الفقيه قال أخبرنا إبراهيم بن محمد الهروي قال أنبأنا أبو شاكر ميسرة بن عبد الله عن أبي عبد الله العجلي عن عمرو بن محمد عن عبد العزيز بن أبي داود قال كان رجل بالبادية قد أتخذ مسجدا فجعل في قلبه سبعة أحجار فكان إذا قضى صلاته قال يا أحجار أشهدكم أن لا إله إلا الله قال فمرض الرجل فمات فعرج بروحه قال فرأيت في منامي أنه قال أمر بي إلى النار فرأيت حجرا من تلك الأحجار قد عظم فسد عني بابا من أبواب جهنم قال وسد عني بقية الأحجار أبواب جهنم (قال الأستاذ أبو سعيد) من رأى في منامه مسجدا محكما عامرا فإن المسجد رجل عالم يجتمع الناس عنده في صلاح وخير وذكر الله تعالى لقوله عز وجل (يذكر فيها اسم الله كثيرا) فإن رأى كأن المسجد انهدم فإنه يموت هناك رئيس صاحب دين فإن رأى انه يبني مسجدا فإنه يصل رحمه ويجمع الناس على خير وبناء المسجد يدل على الغلبة على الأعداء لقوله تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) فإن رأى كأن رجلا مجهولا أم بالناس في مسجد وكأن إمام ذلك المسجد مريضا فإنه يموت فإن رأى كأن مسجدا تحول حماما دل على أن رجلا مستورا يرتكب الفسوق ومن رأى كأن بيته تحول مسجدا أصاب شرفا وصار داعيا للناس من الباطل إلى الحق ومن رأى كأنه دخل مع قوم مسجدا فحفروا له حفرة فإنه يتزوج ومن رأى كأنه يصلي في المحراب فإنه بشارة لقوله تعالى (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) فإن كان صاحب الرؤيا امرأة ولدت ابنا ومن رأى كأنه يصلي في المحراب صلاة لغير وقتها فإن ذلك خير يكون لعقبة من بعده فإن رأى أنه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثة فكل قطرة ابن نجيب وجيه يولد له والمحراب في الأصل أمام رئيس (وحكي) أن رجلا رأى في منامه كأنه بال في المحراب فسأل معبرا فقد يولد لك غلام يصير إماما يقتدى به وأما المنارة فهي رجل يجمع الناس على خير وانهدام منارة المسجد موت ذلك الرجل وخمول ذكره وتفرق جماعة ذلك المسجد ومنارة الجامع صاحب البريد أو رجل يدعو الناس إلى دين الله تعالى ومن رأى كأنه سقط من منارة في بئر ذهبت دولته ودلت رؤياه على أنه يتزوج امرأة سليطة وله امرأة دينة جميلة ورأى مهندس كأنه ارتقى منارة عظيمة من خشب وأذّن فقص رؤياه على معبر فقال يصيب ولاية وقوة ورفعة في إنفاق فولي بلخ وقيل أن القعقاع ركبه دين عشرة آلاف درهم وكان مغموما فرأى ولده في منامه على شرف منارة يسبح الله ويهلل فلما رآه دعاه واستيقظ فسأل المعبر عنه فقال إن المنارة علو ورفعة يصيبها أبوك قال فإن أبي ميت قال المعبر ألست ابنه قال نعم قال لعلك تكون عالما أو أميرا وأما تسبيحه فإنك في غم وحزن ويفرجه الله عز وجل عنك لقوله تعالى {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فلم يلبث إلا قليلا فإذا رجل قد أخذ بيده وقال له أنت القعقاع فقال في نفسه ليس هذا إلا غريم ملازم فقال له إن سعدانة امرأة مريضة وهي توصي وتدعوك قال فذهب معه فإذا جماعة من المشايخ وكتاب مكتوب إن سعدانة جعلت ثلث مالها للقعقاع فأوصت له بثلث مالها وماتت بعد ثلاثة أيام ومن رأى كأنه يصلي في بيت المقدس ورث ميراثا أو تمسك ببر ومن رأى أنه على مصلى رزق الحج والأمن لقوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) ومن رأى أنه يصلي في بيت المقدس إلى غير القبلة فإنه يحج فإن رأى كأنه يتوضأ في بيت المقدس فإنه يصير فيه شيئا من ماله والخروج منه يدل على سفر وذهاب ميراث منه إن كان في يده فإن رأى أنه أسرج في بيت المقدس سراجا أصيب في ولده أو كان عليه نذر في ولده يلزمه الوفاء به وأما العالم فهو طبيب الدين والمذكر ناصح لقوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فإن رأى كأنه يذكر وليس من أهله فإنه في هم ومرض وهو يدعو الله تعالى بالفرج فإن تكلم بالحكمة شفي وقضي دينا إن كان عليه ونصر على من ظلمه وأن تكلم بالخنا تعسر عليه الأمر وصار ضحكة يستخف به والقاص رجل حسن المحضر لقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} فإن رأى كأنه يقص أمن من خوف لقوله تعالى {فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف} وإن رآه تاجر نجا من الخسران وإذا رأى في مكان مجلس ذكر وقراءة قرآن ودعاء وإنشاد وأشعار زهدية فان ذلك الموضع يعمر عمارة محكمة على قدر صحة القراءة وان وقع في القرآن لحن لم يكمل ولم يتم وان أنشد أشعار للغزل فتلك ولاية باطلة.

تأويل رؤيا الزكاة والصدقة والإطعام وزكاة الفطر ۞ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد جميع الغساني بصيدا قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني عن أبي معمر عبد الله بن عمر المقري عن عبد الوارث بن سعيد عن الحسن بن ذكوان ان [ابن؟؟] المعلم أن يحيى بن كثير حدثهم أن عكرمة بن خالد حدثه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى في المنام فقيل له لتتصدق بأرضك ثمغ فقيل ذلك ثلاث مرات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بذلك فقال يا رسول الله انه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بها واشرط (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) من رأى كأنه يوفي زكاة ماله بشرائطها فإنه يصيب مالا وثروة لقوله تعالى {وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون}

۞ ورؤية الصدقة في المنام تختلف باختلاف أحوال الرائين: فإن رأى عالم كأنه يتصدق فإنه بذل للناس علمه فإن رآها سلطان وَلِيَ أقواما أو إن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام وإن رآها محترف عَلّمَ الأجراء حرفته ومن رأى [أنه؟؟] أطعم مسكينا خرج من همومه وأمِنَ إن كان خائفا، فان أطعم كافرا فانه يقوي عدوا وتأويل المسكين هو الممتحن

۞ ومن رأى كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة والتسبيح لقوله تعالى {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} ويقضي دينا إن كان عليه ولا يصيبه في عامه ذلك مرض ولا سقم.

تأويل الصوم والفطر ۞ (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم فقال بعضهم من رأى أنه في شهر الصوم دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام وقال بعضهم إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا والخروج من الغموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شق يأتيه البيان لقوله تعالى (هدى للناس وبينات) فإن كان صاحب الرؤيا أميا حفظ القرآن فإنه رأى أنه أفطر شهر رمضان عامدا جاحدا فإنه يستخف ببعض الشرائع فإن رأى كأنه أقر بحقيقة الصوم واشتهى قضاء فهو رزق يأتيه عاجلا من حيث لا يحتسب وقال بعضهم إن من رأى كأنه يفطر في شهر رمضان فإنه يصيب الفطرة وقال بعضهم إنه يسافر في رضا الله تعالى لقوله عز وجل (فمن كان منكم مريضا أو على سفر) الآية وقيل انه من رأى أنه أفطر في شهر رمضان متعمدا ومن رأى أنه قتل مؤمنا متعمدا فأنه يفطر في شهر رمضان متعمدا ومن رأى كأنه صام شهرين متتابعين لكفارة فإنه يتوب من ذنب هو فيه ومن رأى كأنه يقضي صيام رمضان بعد خروج الشهر فإنه يمرض ومن صام تطوعا لم يمرض تلك السنة لما روى في الخبر (صوموا تصحوا) ومن رأى كأنه صائم دهره فإنه يجتنب المعاصي ومن رأى كأنه صائم لغير الله تعالى بل للرياء والسمعة فإنه لا يجد فإنه لا يجد ما يطلبه فإن رأى إنسان تعود صيام الدهر انه أفطر فإنه يغتاب إنسانا أو يمرض مرضا شديدا ومن رأى انه صائم ولا يدر أفرض هو أم نفل فإن عليه قضاء نذر لقول الله تعالى (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) وربما يلزم الصمت لأن أصل الصوم السكوت ومن رأى كأنه في يوم عيد فإنه يخرج من الهموم ويعود إليه السرور واليسر.

رؤيا الحج والعمرة والكعبة والحجر الأسود والمقام وزمزم وما يتصل به والأضاحي والقربايات؟؟ ۞ (قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) ومن رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته فإن كان صرورة رزق الحج وان كان مريضا عوفي وان كان مديونا قضي دينه وإن كان خائفا أمن وان كان معسرا ايسر وان كان مسافرا سلم وان كان تاجرا ربح وإن كان معزولا ردت إليه الولاية وان كان ضالا هدى وان كان مغموما فرج عنه فإن رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته فإنه إن كان واليا عزل وان كان تاجرا خسر وان كان مسافرا قطع عليه الطريق وان كان صحيحا مرض فإن رأى انه حج أو اعتمر طال عمره واستقام أمره فإن رأى انه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمرا شريفا فإن رأى انه طاف على رمكة فإنه يأتي ذات محرم فإن رأى كأنه يلبي في الحرم فإنه يظفر بعدوه ويأمن من خوف الغالب فإن لبي خارج الحرم فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه ومن رأى كأن الحج واجب عليه ولا يحج دل على خيانته في أمانته وعلى انه غير شاكر لنعم الله تعالى ومن رأى كأنه في يوم عرفة وصل رحمه ويصالح من نازعه وان كان له غائب رجع إليه في أسر الأحوال فإن الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له فإن رأى انه يصلي في الكعبة فإنه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء وينال أمنا وخيرا ومن رأى كأنه أخذ من الكعبة في المنام شيئا فإنه يصيب من الخليفة شيئا والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير وسقوط حائط منها يدل على موت الخليفة ورؤية الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه أو نذارة من شر قد هم به فإن رأى كأن الكعبة داره فإنه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة فذلك لا خير فيه فإن رأى كأن داره الكعبة فإن الإمام يقبل إذا عليه ويكرمه وقيل من رأى انه دخل الكعبة فإنه يدخلها إن شاء الله وقيل انه يدخل على الخليفة فإن رأى انه سرق من الكعبة رمانا فإنه يأتي ذا محرم فإن رأى انه يصلي فوق الكعبة فأن دينه يختل فإن رأى انه ولي ولاية بمكة فإن الخليفة يقلده بعض أشغاله فإن رأى انه توجه نحو الكعبة صلح دينه فإن رأى انه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة فإن رأى انه يجاور بمكة فإنه يرد إلى أرذل العمر فإن رأى انه بمكة مع الأموات يسألونه فإنه يموت شهيدا (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أصلي فوق الكعبة فقال اتق الله فإني أراك خرجت عن الإسلام ورأى مهندس انه دخل الحرم وصلى على سطح الكعبة فقص رؤياه على معبر فقال تنال أمنا وولاية وتجبى جباية من كل مكان مع سوء المذهب ومخالفة السنة فكان كذلك (ورأى) رجل كأنه تخطى الكعبة ثم قصها على ابن سيرين فقال هذا رجل خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل في هوى ألا ترى أنه يتخطى القبلة فكان كذلك لأنه دخل في الإباحة ومن رأى كأنه مس الحجر الأسود فقيل انه يقتدي بإمام من أهل الحجاز فإن قلع الحجر الأسود واتخذه لنفسه خاصة فإنه ينفرد في الدين ببدعة ومن رأى كأنه وجد الحجر بعدما فقده الناس فوضعه مكانه فهذه رؤيا رجل يظن انه على الهدى وسائر الناس على الضلالة ومن شرب من ماء زمزم فإنه يصيب خيرا وينال ما يريده من وجه بر فإن رأى انه حضر المقام أو صلى نحوه فإنه يقيم الشرائع ويحافظ عليها ويرزق الحج والأمن فإن رأى كأنه يخطب بالموسم وليس بأهل للخطبة ولا في أهل بيته من هو من أهلها فإن تأهل يرجع إلى سميه أو نظيره ويناله بعض البلاء أو ينشر ذكره بالصلاح ومن رأى كأنه أحسن الخطبة والصلاة وأتمها بالناس وهم يستمعون لخطبته فإنه يصير واليا مطاعا فإن لم يتمها لم تتم ولايته عزل ومن رأى من ليس بمسلم أن يخطب فإنه يسلم أو يموت عاجلا فإن رأت امرأة أنها تخطب وتذكر المواعظ فهو قوة لقيمها وان كان كلامها في الخطبة غير الحكمة والمواعظ فإنها تفتضح وتشتهر بما ينكر من فعل الناس وأما المنبر فإنه سلطان من العرب والمقام الكريم وجماعة الإسلام فمن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بكلام البر فإنه إن كان أهلا أصاب رفعة وسلطان وإن لم يكن المنبر أهلا اشتهر بالصلاح ثم إن لم يكن للمنبر أهلا ورأى كأنه لم يتكلم عليه أو يتكلم بالسوء فإنه يدل على أنه يصلب و
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: