كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 480

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 480



۞ (ومن رأى) طبيبا يبيع الأكفان فليحذر منه فإنه سفاك خائن في طبه لاسيما ان كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه

۞ (ومن رأى) طبيبا عاد دباغا للجلود فهو دليل على حداقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى ان دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس والمطرز عالم مكار مزوق كلام والعلاف رجل كثير المال والعطار أديب أو عالم أو عابد والأصل أنه رجل يثني عليه الثناء الحسن والعشار رجل دخل في امور غيره وبيع الغزل يدل على السفر والغواص ملك أو نظير ملك فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان فإن رأى كأنه استخرج لؤلؤة فإنه ينال من الملك جارية تلد له ابنا حسنا لقوله تعالى (كأنهم لؤلؤ مكنون) وتدل رؤيا الفواص على طلب العلم الغامض وعلى طلب المال في خطر ويصيب ما يطلبه على قدر مايصيب من اللؤلؤ والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم وقيل هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم وأما القفال فإنه رجل دلال

۞ (ومن رأى) أنه قفل باب حانوته فإنه دلال متاع فإن رأى أنه قفل باب داره فإنه دلال تزويج والقلانسي رئيس وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء والفحام سلطان جائر يفقر رعيته لأن الأشجار رجال والنار سلطان فمن رأى كأن الفحم نافق في سوقه فإنهم أقوام قد افتقروا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم والقدروي رجل طويل العمر لقوله تعالى (وقدور راسيات) والقطان رجل صاحب مال وتعب والكيال وال عادل إذا لم يبخس في كيله والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور والكحال رجل داع الى الخير مصلح للدين والمساح رجل يتفقد أحوال الناس أو يحب الوقوف عليها فإن رأى كأنه مسح أرضا مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح وان مسح كرما فإنه يتفقد حال امراته فإن مسح شجرا فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين فإن مسح شارعا فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه وان كان في وجه الحج فإنه يحج فإن مسح مفازة من غم وان مسح أرضا مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح واللص هو الرجل المغتال الطالب ماليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لداجنهم أو حمامهم واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن والأموال والأرواح شركاء في التأويل وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان وقيل ان اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء وان رأى لصا دخل منزلا فإصاب منه شيئا وذهب به فإنه يموت انسان هناك فإن لم يذهب بشئ فإنه اشراف انسان على الموت ثم ينجو والمصور كاذب على الله تعالى ذو بدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وامثالهم ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يدل على الأمير والحاكم والفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك

۞ (ومن رأى) كأنه عاد معلما نظرت في حاله وأي شئ يليق به مما ينسبه اليه المؤدب وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى {الرحمن علم القرآن} الآية فهو معلم الخلق أجمعين والبحاث يقاتل أقواما منافقين ويأخذ منهم أموالا بالمكر والنباش طالب علم غامض وان لم يكن من أهله فهو قواد ويدل أيضا على الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز والسائل عن الناس في الشهادات فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه فإن نبش عن ميت فهو باحث عن علم في طلب الدنيا وان كان مالا فهو حرام وان كان الميت حيا فإن العلم زيادة في الدين وان كان مالا فهو حلال

۞ (ومن رأى) كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه ونخاس الجواري صاحب أخبار لأن الجواري أخبار ونخاس الدواب صاحب ولاية والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أموال فإن رأى أنه يندف دخل في خصومة فإن رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه والنادف رجل يختار من كل شئ أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثله من لا يجوز عليه التدليس والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألما نال مالا فإن ناله ألم ناله ضرر والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الانسان عنده ويفرح وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لأنه مبشر ومنذر وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنه يبحث عن عورات الناس وربما دل القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلى هموم الناس على يديه وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول اليه فمن عاد في النوم عابرا فإن لاق به القضاء ناله وان كان طالبا للعلم والقرآن حفظه وان كان موضعا للكتابة نالها فإن كان طالبا لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفيا أو مكشفا أو قصارا أو غسالا أو جزارا أو قارئا على قدر الأيام وزيادة الأحلام وأما من قص في المنام مناما على معبر فما عبر له فهو هو ماكان موافقا للحكمة جاريا على السنة وان لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج الى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف اليه في حاجته وقال بعضهم المعبر رجل يطلب عثرات الناس والمجبر ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة كالاسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داره نزل به أو كسر أصابه فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من اشراكه في التأويل فإن كان رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابر ففتحها له بالحديد حتى سال جميع مافيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذرا أو دينا يفرج عنه منه على يد حاكم أو عالم

۞ (ومن رأى) مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحا دل على انه يفصل ثوبا ويدفعه الى خياط يخيطه وان كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصنائع والأعمال ويمنعهما عن قبول الصدقات وان كان ذلك في رجليه جميعا أو في إحداهما فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإنى أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها الى البيطار والمغازلي رجل يفشي أسرارا والمشاط رجل يجلي هموم الناس والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس وان فصد بالعرض فإنه يلقي العداوة بينهم وينمو ويطعن على أحاديثهم والفتح مساح كما أن المساح فتح والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويجذبه إلى نفسه والملاح رجل سجان وقيل هو سائس الملك وقيل هو وزيره وصاحب جنده ومدير عسكره والمتوسط بينه وبين عتيه وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم والمسامير يأمر الناس بالتودد والبائع والمشتري مختلفان فمن رأى أنه يبيع شيئا أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الانسان لا يبيع إلا وقت اضطراره فإذا اضطر باعه واشترى شيئا والاضطرار يخرج الانسان الى الحيل

۞ (ومن رأى) أنه باع شيئا من نوع محبب فإنه يقع تشويش واضطراب يرجو بذلك ظفرا ونجاة من المهلكة فإن رأى أنه باع شيئا مكروها فلا خير فيه فإن اشترى شيئا من نوع محبب فإن ذلك التدبير نجاة مما يجاذره فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان وقيل ان محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا وهو بمنزلة الحداد وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من يبنيه في حائط الذي علا عليه ووزنه بميزان وخيطه وضربه بفأسه وربما دل على الناسج والمصنف والحراث وقد يدل المنسج على ما الانسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو مرمة أو كتابة فمن قطع منسجه فرغ همه وعمل سفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول وقيل النسيج سفر وقيل النسيج خصومة وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري وقد يدل على الساعي بين الاثنين وعلى ذي الوجهين والفتال هو الماسح والسائح أو المسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب كالمفتي والقاضي وذي الرأي فمن فتل في المنام حبلا سافر ان كان من أهل السفر أو مسح أيضا إن كانت تلك صناعته أو أحكم أمرا هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله أما شركة أو نكاحا أو اجتماعا على عهد وعقد أو ائتلافا والمكاري والجمال والبغال والحمار فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعاة لأنهم يديرون الحيوان ويحملون الأموال وضارب البربط يفتعل كلاما باطلا والطبال يفتعل كلاما باطلا والزمار ينعى إنسانا والراقص رجل تتابع عليه مصيبات وصاحب البستان قيم امراة والحطاب ذو نميمة وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري والفاكهي ينسب إلى الثمرة التي باعها ومن باع مملوكا فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراها وكل ما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع كدهان فهو يعمل أعمالا خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع والمداهن المدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمكان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتابة والصور فما كان قرآنا أو كلام بر فهو صالح وما كان سورا أو شعرا من الباطل فهو فاسد والسباك هو المسبوك في صناعته المبتلى بألسنة أهل وقته للفظ السبك وألسنة النار فر بما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل وربما دل على المغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم.

الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام ۞ (البرذون) جد الرجل فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث فإن جده يعلو وماله ينمو وقيل البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم ويدل على الجد والحظ من الرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن ومن ركب برذونا ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمة وأما من كانت عادته ركوب الحمار فركب برذونا ارتفع ذكره وكسبه وكثر كسبه وعلا مجده وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدين فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر امساكه فإن امرأته تكون سليطة عليه ومن كلمه البرذون نال مالا عظيما من امرأته وارتفع شأنه فإن رأى أنه ينكح برذونا فإنه يصنع معروفا إلى امرأته ولا يكو علته ويدل ركوب البرذون أيضا على سفر

۞ (ومن رأى) أنه يسير على ظهر برذونه فإنه يسافر سفرا بعيدا وينال خيرا من جهة امرأته فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنهما فإن رأى أن برذونه يغضبه فإن امرأته تخونه وموت برذونه موت امرأته ومن سرق برذونه طلق امرأته وضياع البرذون فجور المرأة

۞ (ومن رأى) كلبا وثب على برذونه فإن عدوا مجوسيا يتبع امرأته وكذلك ان وثب عليه قرد فإن يهوديا يتبع امرأته والبرذون الأشهب سلطان والاسود مال وسؤدد من رأى كأن برذونا مجهولا دخل بلدة بغير اداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل (وحكي) ان امرأة اتت ابن سيرين فقالت رأيت أنه دخل رجلان أحدهما على برذون أدهم والآخر على برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني فقال لها ابن سيرين اتقي الله واحذري صاحب الأشهب فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت دارا فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب وقال ابن سيرين لما خرجت المراة من عنده أتدرون من صاحب الأشهب قالوا لا قال فهو فلان الكاتب أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد واما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بفاجر

۞ (الحجرة) دالة على زوجة فإن نزل عنها وهو لا يضمن ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته وان كان أضمر العود اليها وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فإمسك عنها وان كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو تسرى على قدر المركوب الثاني وان ولي حين نزوله عنها سافر عنها ماشيا أو بال في حين نزوله على الأرض دما فإنه مشتغل عنها بالزنا لأن الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام وتدل الحجرة أيضا على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواتاتها على قدر مواتاتها في المنام والدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال والشقراء ذات فرح ونشاط والشهباء امرأة متدينة ومن شرب لبن فرس اصاب خيرا من سلطان والفرس الحصان سلطانا وعز فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة أصاب عزا وسلطانا وشرفا وثروة بقدر ذلك الفرس له ومن ارتبط فرسا لنفسه أو ملكه أصاب نحو ذلك وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس اتباع الرجل فإن كان ذنوبا كثر تبعه وان كان مهلوبا محذوفا قل تبعه وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء

۞ (ومن رأى) أنه على فرس يجمح به فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه يقال ركب فلان هواه وجمح به هواه وإن كان الفرس عرما كان الأمر أشنع وأعظم ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب ولاخير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلا أن يرى جناحا يطير بين السماء والأرض فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر والبلق شهرة والدهم مال وسودد وعز في سفر والاشقر يدل على الحزن وفي وجه آخر أن الاشقر نصر لان خيل الملائكة كانت شقراء (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد فقال توقع الموت (وحكي) أن علي بن عيسى الوزير قبل أن يلي الوزارة رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرسا مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعا فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية مرتبة وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه وأما انتثار أسنانه فطول عمره وقيل من رأى فرسا مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا ومن ركب فرسا اغر محجلا بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرسان فإنه ينال سلطانا وعزا وثناء حسنا وعيشا طيبا وأمنا من الأعداء والكميت أقوى للقتال وأعظم والسمند شرف ومرض ومن ركب فرسا فركضه حتى ارفض عرقا فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لاجل العرق وإنما قلنا ان العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) فإن رأى كأنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف ومن ركب فرسا ذا جناحين نال ملكا عظيما إن كان من أهله وإلا وصل الى مراده والفرس الجموح رجل مجنون بطرمتها ون بالامور وكذلك الحرون وقفز الفرس سرعة نيل امانيه ووثوبه زيادة في خير وهملجته استواء امره وقيل ان منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه ان كان ذا سلطان وان كان تاجرا خروج شريكه عليه وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه وقيل إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه وقيل من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لايتم والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة

۞ (البغل) رجل لاحسب له إما من زنا ويكون والده عبد أو هو رجل قوي شديد صلب ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل فمن ركبه في المنام فإنه يسافر لانه من دواب السفر إلا أن يكون له خصم شديد وعدو كائد وعبد خبيث فإنه يظفر به ويقهره وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر والبغلة بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة اديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أولا يعيش لها ولد والشهباء جميلة والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر والبغلة بالاكاف والبرذعة أيضا دليل السفر ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلا في امرأته وركوب البغلة مقلوبا امرأة حرام وكلام البغلة أو الفرس أو كل شئ يتكلم فإنه ينال خيرا يتعجب منه الناس

۞ (ومن رأى) أن له بغلة نتوجا فهو رجاء لزيادة المال فإن ولدت تحقق الرجاء وكذلك الفحل ان حمل ووضع وركوب البغلة فوق اثقالها إذا كانت ذللا فهو صلاح لمن ركبها والبغل الضعيف الذي لا يعرف له رب رجل خبيث لئيم الحسب وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسؤدد

۞ (الحمار) جد الانسان كيفما رآه سمينا أو مهزولا فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعته وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه وإذا كان مهزولا فهو فقر صاحبه والسمين مال صاحبه وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه وحافر الحمار قوام ماله وقيل من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها ومات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أوجده الذي كان يكفيه ويرزقه وإلا مات سيده الذي كان تحته أو باعه أو سافر عنه وان كانت امرأة طلقها زوجها ومات عنها مكانها واما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه فإنه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى (إن أنكر الأصوات) ويدل أيضا على اليهودي لقوله تعالى (كمثل الحمار يحمل اسفارا) فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة دعا كافرا الى كفره ومبتدعا إلى بدعته وان أذن اذان الإسلام اسلم كافرا ودعا الى الحق وكانت فيه آية وعبرة
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: