كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 1020

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 1020



۞ (الصندوق) امرأة أو جارية وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت فقال انه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه وكذلك العتبة فما رؤي فيه أو خرج منه اليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة فإن رأى فيه بيتا دخلت صدره غنيمة وان كانت زوجته حاملا ولدت ابنا وان كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها على نحو هذا والتابوت ملك عظيم فإن رأى أنه في تابوت نال سلطانا وان كان أهلا له لقوله تعالى {ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت} الآية وقيل ان صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته وهذه الرؤيا دليل الفرج وانجاة من شره بعد مدة وقيل ان رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه وقيل من رأى انه على تابوت فإنه في وصية أو خصومة وينال الظفر ويصل إلى المراد

۞ (والحقة) والحقة قصر فمن رأى كأنه وجد حقه فيها لآلئ فإنه يستفيد قصرا فيه خدم

۞ (والسفط) امرأة تحفظ أسرار الناس

۞ (والصرة) سر فمن رأى أنه استودع رجلا صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيسا فإن كانت الدراهم أو الدنانير جيادا فأنه يستودعه سرا حسنا وان كانت رديئة استودعه سرا رديئا فإن رأى كأنه فتح الصرة فإنه يذيع ذلك السر

۞ (والقربة) عجوز أمينة تستودع أموالا

۞ (والقارورة) والقنينة جارية أو غلام وقيل بل هي امرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفقا بالقوارير

۞ (والكيس) يدل على الانسان فمن رآه فارغا فهو دليل موت صاحب الكيس وقيل ان الكيس سر كالصرة وقيل من رأى كأن في وسطه كيسا دل على أنه يرجع إلى صدر صالح من العلم فإن كانت فيه دراهم صحاح فإن ذلك العلم صحيح وان كانت مكسورة فإنه يحتاج علمه إلى دراسة (وحكي) أن رجلا أتى أبا بكر رضوان الله عليه فقال رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلا علقة فقال الكيس بدن الإنسان والدراهم ذكر وكلام والعلقة ليس لها بقاء فإن رأى الانسان انه نفض كيسه أو هميانه أو صرته مات وانقطع ذكره من الدنيا قال فخرج الرجل من عند أبي بكر فرمحه برذون فقتله والهميان جار مجرى الكيس وقيل ان الهميان مال فمن رأى كأن هميانه وقع في بحر أو نهر ذهب ماله على يدي ملك وان رأى كأنه وقع في نار ذهب ماله على يدي سلطان جائر والمقراض رجل قسام فمن رأى كأن بيده مقراضا اضطر في خصومة إلى قاض وان كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنها تلد أخا له من أبيه وقيل إن المقراض ولد مصلح بين الناس قال القيرواني من رأى بيده مقرضا فإن كان عنده ولد أتاه آخر وكذلك في العبيد والخدم وان كان عزبا تزوج وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء فإنه منقرض من الدنيا وأما من أى أنه يجز به صوفا أو وبرا أو شعرا من جلد أو ظهر دابة فإنه يجمع مالا بفمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه وأما ان جز به لحي الناس وقرض به اثوابهم فإنه رجل خائن أو مغتال قال الشاعر: كأن فكيك للاعراض مقراض ومنه فلان يقرض فلانا وأما الابرة فدالة على امرأة والأمة لثقبها وادخال الخيط فيها بشارة بالوطء وادخال غير الخيط فيها تحذير لقوله تعالى {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) واما أن خاط بها ثياب الناس فإنه رجل ينصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب والابرة المنصحة والخياط الناصح وان خاط ثيابه استغنى ان كان فقيرا واجتمع شمله إن كان مبددا وانصلح حاله إن كان فاسدا وأما ان رفا بها قطعا فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من اثم ان كان رفوه صحيحا متقنا وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفا والابرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة فإن رأى كأنه يأكل ابرة فإنه يفضي بسره إلى من يضر به وإن رأى كأنه غرز إبرة في انسان فإنه يطعنه ويقع فيه من هو أقوى منه (وحكي) أن رجلا حضر ابن سيرين فقال رأيت كأني أعطيت خمس ابر ليس فيها خرق فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال الابر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد والابرة المثقوبة ولد غير تام فولد له أولاد على حسب تعبيره وقال أكثر المعبرين ان الابرة في التأويل ما يطلب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو اربعة فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام امر صاحبها اقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به وما كان من الابر قليلا يعمل به ويخيط به خير من كثير لا يعمل بها واسرع تصديقا فإن رأى أنه اصاب ابرة فيها خيط أو كان يخيط فإنه يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من امره متفرقا ويصلح فإن رأى ان ابرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت فإنه يتفرق شأن من شأنه وكذلك ان رأى انه انتزعت منه أو احترقت فإن ضاعت أو سرقت فإنه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم والخيط بينة فمن رأى أنه أخذ خيطا فإنه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} فإن رأى كأنه فتل خيطا فجعله في عنق انسان وسحبه أو جذبه فإنه يدعوه إلى فساد وكذلك إذا رأى أنه نحر جملا بخيط واما الخيوط المعقدة فتدل على السحر

۞ (ومن رأى) انه يفتل حبلا او خيطا أو يلوى ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء فإنه سفر على أي حال كان فإن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا أو أي غزل مما يغزل الرجال مثله فإنه يصيب خيرا في سفره فإن رأى أنه يغزل القطن أو الكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء فإنه يناله ذل ويعمل عملا حلالا غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأى امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا فإن غائبا لها يقدم من سفر فإن رأت أنها أصابت مغزلا فإن كانت حاملا ولدت جارية وإلا أصابت اختا فن كان في المغزل فلكه تزوجت بنتها أو أختها فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها فإن رأى خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها فإن احترق بعضه أصاب الزوج ضر أو خوف من السلطان وكذلك لو رأى فلكتها سقطت من مغزلها طلق ابنتها زوجها أو أختها فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل الى رجل أو امرأة فإن انسانا يغتال زوجها في نفسه أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله فإن كان السارق ينسب إلى امرأة فإن زوجها يصيب امرأة غير حلالا أو حراما وكذلك مجرى الفلكة وقال القيرواني الحبل سبب من الأسباب فإن كان من السماء فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعا فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أو علم وان رفع به مات عليه وان قطع به ولم يبق منه شئ أو انفلت من يده فارق ما كان عليه وان بقي في يده منه شئ ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه فإن وصل له وبقي على حاله عاد الى سلطانه فإن رفع من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق وان كان الحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق اما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو امانة قال الله تعالى {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل ردئ وسحر قال الله تعالى {فألقوا حبالهم وعصيهم} وأما من فتل حبلا أو قاسه أو لواه على عود أو غيره فإنه يسافر وكذلك كل لي وفتل وقد يدل الفتل على ابراء الأمور والشركة والنكاح واما مغزل المرأة ولقاطتها فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وولادة الحامل أنثى واما من غزل من الرجال ما يغزله فإنه يسافر أو يبرم امرا يدل على جوهر المغزول أو يتغزل في شعره فإن غزل ما يغزله النساء فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره أو يعمل عملا ينكر فيه عليه وليس بحرام واما غزل المرأة فإنه دليل على مسافر يسافر أو غائب يقدم عليها لأن المغزل يسافر عنها ويرجع اليها وإلا افادت من عمل يدها وصناعتها (وقد حكي) عن ذي القرنين أنه قال الغزل عمر الرجل فإذا رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسج فإنه يموت وفلكة المغزل زوج المرأة وضياعها تطليقه إياها ووجودها مراجعته اياها ونقضها الغزل نكثها العهد

۞ (واما المشط) فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم وقيل المشط عدل وقيل التمشط يدل على اداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب فمن مشط رأسه ولحيته فإن كان مهموما سلا همه وإلا عالج زرعه ونخله أو ماله بما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه

۞ (وأما المرآة) فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنه ينكح غيره ويلقى وجهه وان كان عنده حمل أتى مثله ذكرا كان الناظر أو أنثى وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى الناظر في بيته وجها غير وجهه وأما المسافر فإن ذلك دليل له على رحلته حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه فإنه ناظر في أمر إخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثما وغشاوة قلبه في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه والنظر في مرآة للسلطان عزله عن سلطانه ويرى نظيره في مكانه وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره وقيل المرآة مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلالئها فإن رآى وجهه فيها أكبر فإن مرتبته فيهاترتفع وإن كان وجهه فيها حسنا فإن مروءته تحسن فإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفة في اليقظة فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية فإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه فإن رأى في وجهه شعرا أبيض حيث لا ينبت الشعر ذهب جاهه وقوي دينه وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه وقال آخر المرآة امرأة فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم وفي المرآة الصدئة سوء حال فإن رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في هم يطلب الفرج منه فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج وقيل انه إذا رأى كأنه ينظر في مرآة فإن كان عزبا تزوج وإن كانت امرأة غائبة اجتمع معها وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة وعزل إن كان سلطانا ويذهب زرعه إن كان دهقانا والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملا فإنها تضع بنتا تشبهها أو تلد ابنتها بنتا فإن لم يكن شئ من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرتها فهي تراها شبهها وكذلك لو رأى صبي أنه نظر في مرآة وأبواه يلدان فإنه يصيب أخا مثله ونظيره وكذلك الصبية لو رأت ذك أصابت أختا نظيرتها وكذلك الرجل إذا رأى ذلك وكانت عنده حبلى ولد له ابن يشبهه

۞ (والمذبة) دالة على الرجل الذاب والرجل المحب

۞ (وأما المروحة) فتدل على كل من يستراح اليه في الغم والشدة

۞ (والدرج) بشارة تصل بعد أيام خصوصا إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر وكذلك تحت الثياب

۞ (والخلال) لا يستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل وقيل أنه لا يكره لأنه ينقى وسخ الأسنان وهي في التأويل أهل البيت فكأنه يفرج الهموم عن أهل البيت فإن فرق به شعره افترق ماله واصابته فيه ذلة وان خلل به ثوبه انخل ما بينه وبين أهله وحليلته

۞ (المكحلة) واما من أولج مرودا في مكحلة ليكحل عينه فإن كان عزبا تزوج وان كان فقيرا أفاد وان كان جاهلا تعلم إلا أن يكون كحله رمادا أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه فإنه يطلب حراما من مكسب أو فرح أو بدعة والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: