كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 465
كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 465
۞ (ومن رأى) أنه مقرون مع رجل أخر في قيد دل على اكتساب معصية كبيرة يخاف منها انتقام السلطان لقوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد) وقيل إن القيد في الأصل هرم وفقر وقال بعضهم إن القيد يدل على السفر لأنه يغير المشية وأما الغل فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه فإنه يصيب مالا لا يؤدي زكاته وقيل إنه يمنع عن معصية فإن رأى كأن يديه مغلولتان دل على شدة بخله فإن كان الغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطه خشب دل على نفاقه
۞ (ومن رأى) أنه مقيد مغلول فهو كافر يدعى إلى الإسلام
۞ (ومن رأى) أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره لقوله تعالى (خذوه فغلوه) وأتت ابن سيرين امرأة فقالت رأيت رجلا عليه قيد وغل وساجور فقال لها إن كان الغل والساجور من خشب فهذا رجل يدعي أنه من العرب وليس بصادق في دعواه فكان كما قال (وحكي) أن الشافعي رضي الله عنه رأى في الحبس كأنه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال ان صاحب هذه الرؤيا سينتشر ذكره ويرتفع صيته فبلغ أمره إلى مابلغ (وأتى) ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب فقال رأيت كأن قتادة مصلوب فقال هذا رجل له شرف وهو يسمع منه فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد ويحملهم على القعود والسلسلة تدل على ارتكاب معصية عظيمة لقوله تعالى (انا اعتدنا للكافرين سلاسل) والسلاسل في عنق الرجل تزوج امرأة سيئة الخلق ومن ربط بسلسلة دل على حزن هو فيه أو في المستقبل وأما دخول الحبس فلا يحمد البتة ويدل على طول المرض وامتداد الحزن ان دخله برأي نفسه أو أكرهه غيره على دخوله نعوذ بالله من البلاء وأما المصالحة فتدل على ظهور خير لقوله تعالى (والصلح خير) والدعوة الى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى والنهي عن الصلح يدل على أن صاحبه مناع للخير والصلح يدل على السلامة فإن أحد معانيه السلم.
الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة
۞ البناء باللبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال والبناء بالآجر والجص وكل ما يوقد تحته النار فلا خير فيه
۞ (ومن رأى) أنه يبني فإن كان ذا زوجة صلحت وإلا تزوج وابتنى بامرأة والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنه يعمل عملا في الطين فإنه يعمل عملا صالحا والجصاص رجل منافق مشاغب معين على النفاق لان أول من ابتدأ الجص فرعون والنقاش ان كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنه معلم لأهل الجهل وان كان نقشه بمالا يفهم في الخشب فإنه منقش لأهل النفاق مداخل أهل الشر وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط وضارب اللبن جامع للمال فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه فإنه يجمع مالا فإن مشى فيها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن والنجار مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأن الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب والخشاب يترأس على أهل النفاق والحطاب ذو نميمة وشغب والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس اليه لكون السندان تحت يده والسندان ملك والحديد رأسه وقوته فإن رأى كأنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنه ينال ملكا عظيما لقصة داود عليه السلام وألنا له الحديد وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأن النار حرب وصلاحها الحديد وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد: إن لم يحرقك بناره أصابك من شرره. وإن قيل في المنام فلانا دفع إلى حداد أو دفع أمره اليه فإنه يجلس الى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شئ من دخانه أو ناره فأضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه فأما من عاد في منامه حداد فإنه ينال من وجوه ذلك ما يليق به مما تأكدت شواهده والخباز صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة وقيل الخباز سلطان عادل فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيما وخصبا وثروة فإن رأى كأنه يخبز الحواري نال عيشا طيبا ودل الناس على وجه يستفيدون منه غنى وثروة فإن رأى كأنه اشترى من الخباز خبزا من غير أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشا طيبا في سرور ورزقا هينا مفروغا منه فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمنا فهو كلام في الحاجة
۞ (ومن رأى) كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فإنه يجمع بين الناس على فساد لأن الخباز وإن قال الناس إنه سلطان عادل فإنه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب والحطب نميمة وأما اخبز فدال على العلم والإسلام لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على اقدار الناس وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء والنقى منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء والغلت منه على ضد ذلك فمن رأى كأنه يفرق خبزا في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنه ينال من العلم ما يحتاج اليه وإن كان واعظا كانت تلك مواعظه ووصاياه إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أبخس حظا لأن اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس وأما من رأى ميتا دفع اليه خبزا فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره من مكان لم يرجه وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالارجل فإنه رخاء عظيم يورث البطر والمرح وأما من رأى ميتا أخذ له رغيفا ورآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله فإن كان بطلا أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس اليها وفتنة يعطش الناس فيها فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسده وإن لم يكن شيئا من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت وان كالنت ضعيفة الدين فس ومن بال في خبز فإنه ينكح ذات محرم والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على التجار أو صانع تطيعه الاجراء فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة فإنه يطلب من سلطان ولاية فإن رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن فإنه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه لأن ثمن كل شئ شكره
۞ (ومن رأى) كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج اليها فإنه يصيب عزا وشرفا لان الحنطة أشرف الاطعمة فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج اليها أو مسها اصابه خسران وهوان وعزل ان كان واليا وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط رجل مشغول بأمر نفسه ودنياه فإن رأى شيخا طحانا فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أنه يصيب رزقه من جهة صديقه فإن رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاوت عدوه اياه فإن رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته فإن معيشته على حد الكفاية فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك
۞ (ومن رأى) أنه طحان فإنه قيم نفسه وقيم أهله والقصاب ملك الموت فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة فإن رأى كأنه ذبح مالا يحل ذبح من البهائم فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى فإن رأى كأنه ذبح أباه فإنه يبره ويصله إذا لم يرد ما فإن رأى دما لم تحمد رؤياه وقيل إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في حالتين حال الدين فإنه يدل على قضائه وحال القيد فإنه يدل على فكه والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة وقيل هو السفاك وقيل هو صاحب السف
۞ (ومن رأى) أنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة
۞ (ومن رأى) كأنه يقس لحم بقر بين أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين وثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده والسلاح رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم والشواء مؤدب فمن رأى كأنه يشتري قطعة من الشواء فإنه يستأجر حاذقا وقيل ان الشواء رجل في كلامه شغب والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار أصاحب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الاسواق والكيس يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها اظهار السر وخيانة في الأمانة والبقلى رجل دنئ الكلام وصاحب هموم واحزان والبطيخى رجل ممراض والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه وحلاب الأغنام جماع الأموال وحالب البقر رجل يطالب العمال وحالب الغنم رجل حسن الذكر عالم بالفطرة جامع للمال الحلال طالب للعلم والهراس رجل مشغب وقيل هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك والسماط خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من اموالهم لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال وقيل هو وصي يأكل أموال اليتامى ظلما والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف وقيل هو مصنف العلوم وقيل هو رجل يسوق لنفسه بالقاء العداوة بين الناس والنميمة والكامخي رجل ممرض وعصار الدهن ان كان من سمسم فإنه رجل ذو رياسة ومال وان كان من حبوب فإنه رجل يجمع مالا بتعب فيه مشقة والسماك رجل نخاس الرقيق لأن السمكة جارية أو امرأة والسكري رجل لطيف فإن رأى أنه يبيع سكرا ويأخذ ثمنه دراهم فإنه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له في الجواب والسمان رجل موسر يعيش في ظله من تبعه والرآس رئيس الرؤساء فإن رأى كأنه اشترى راسا من رآس فإنه يطلب من رئيس ان يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها والذباح رجل ظالم والاسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها وكذلك الصرام فإن جلود الحيوان مواريث والحذاء نخاس الجواري يزيل أمور النساء لأن النعل امرأة والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتئما على يديه أمور متفرقة فإن خاط لنفسه فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين فإن رأى كأنه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنه يريد أن يجمع متفرقا ولا يجتمع فإن رأى كأنه يخيط ثوب امرأته فإنه يصيبه محنة والبزاز رجل يحسن ويهدي الناس الى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمنا فان أخذ عنه ثمنا دراهم دل على انه يعمل الاحسان رياء وان أخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر
۞ والجزار مثل الاسكاف وقيل مثل الحذاء وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص الطرائقى وإلا كافى أيضا نخاس الجواري لأن الاكاف امرأة عجمية والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأنه بيطار الأجسام والتاجر فان رأى رجل أنه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئا من أدوات التجار وميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنه يأمن الفقر والجوهري صاحب نسك وعبادة وحكاك الفصوص رجل يسئ القول للناس والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمنا فإن أخذ ثمنا فو مراء والحمار صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل والجمال صاحب هموم وحلم والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير وكذلك السائس والجوشني داعي الناس الى الألفة وحسن الصحبة والنبلى زاهد عابد وقيل جاسوس والقواس رئيس الفرج والتراس سلطان قوي يعزى العساكر بأعدائهم والرماح صاحب ولاية والزراد معلم داع الى الخير وقيل ذو سلطان والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية لأنه مقعد الرجل والجوالقي رجل يحض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس اليه اسرارهم وجزار الشعور رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء وجالب الأمتة جامع الدنيا والنحاس صاحب عشور والحارس يدل على ظهور الأسرار والحمامي جامع بين الناس على معصية وهو أيضا قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام يدل على أشياء كثيرة والحفار رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فهو حينئذ عقدة ان كان ذلك له والأصل في الحفر المكر وحفار الجبال رجل يزاول رجالا عظاما وقيل ان الحفارة رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش فإن رأى كأنه يحفر في الثرى فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به وقيل الحفار رجل حقود مكار
۞ والحجام رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاما حجمه نظرت في أمره فإن كان مطلوبا بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه وان كان مريضا شفي على يد الطبيب فإن كان مطلوبا بمال في عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم وان كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض دينا أو عامل بدين وكتب عليه شرط والحراث ذو أخطار وقيل مشتغل بعمل صالح والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان وراتق الجراحات داعي الناس الى خير وألفة وراقي الحيات رجل غدار والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم والخازن رجل منافق يجمع عنده مال حرام والخراط رجل يقاتل رجالا فيهم نفاق ويسرق أموالهم والدلال غير محمود والريحاني رجل صابر على المصائب راض بالقضاء والوفاء معتذر بعد الرمي بمالا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رتا ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنه ينسبها الى فاحشة ثم يعتذر اليها من الكذب فإن رتا ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه والراعي صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتولى أمر السلطان أو الحاكم ون رأى أعرابيا يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه وراعي البخاتي وال على العجم والرائض صاحب ولاية وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف والزجاج نخاس الجواري
۞ والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجرا فإن ملأ سقاء وحمله الى منزله ولم ينو شرابه فإنه يجمع مالا يأكله غيره فإن حمل الماء الى رجل وأخذ عليه ثمنا فإنه يحمل وزرا وينال المحمول اليه مالا من جهة سلطان لأن النهر سلطان والمال في الإناء مال مجموع والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع والوراق محتال والسقطي عالم بالترهات والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه حكمه وعدله وربما كان الميزان نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطي جوابا بالعدل والموازنة وهو المعبر أيضا لاعبتاره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطي كلاما مصروفا كالدراهم أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله فإن كانت في خصومة نقصت وان كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها الى سؤال فقيه أو يرى رؤيا يحتاج فيها الى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب والهم يشتق من اسمها إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره وكذلك لو قبض ذهبا ودفع دراهم لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ومنفعته لا تصلحه وكذا عادة الذي رآه والناظور صاحب ولاية وان كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة والسائل الفقير طالب علم فإن أعطى ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر والسابح طالب العلم وأمور الملوك والساحر فتان والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنئ والصياد وقد قيل انه رجل يميل الى النساء ويحتال في طلبهن لأن كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة وربما دل الصياد على القواد فمن خالط صيادا أو عادى صيادا استدل على صلاح ما يدل عليه من فساد بصفة صيده وزيادة مقامه وقد في نفسه ومايليق بمثله فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة وان كان في الحرم أو بمالا يجوز في البر من التعذيب فهو ردئ
۞ وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم يمكر ويخدع السلاطين الغشمة الماردين وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم وصياد السمك مولع بالنساء والجواري خاصة ومعاملتهم والشاهد العدل رجل يظفر بالأعداء والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه وكالرقام ونحوهما وربما دل على الحراث فقلمه سكته ومداده البذر والكتاب المطوي خبر مخفي والكتاب المنشور خبر مشهور والصفار رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير وقيل هو رجل غاش خائن وقيل رجل صاحب خصومة فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة وعلى أنها تكون لسنة لأن للصفر صوتا والصباغ صاحب بهتان فمن رأى كأن صباغا في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير والصائغ شرير كذوب لاخير فيه لأنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وان كان معه ما يدل على الصلاح وان كان في مسجد أو تاليا للقرآن فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شئ من شئ والصقيل وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع كالسطان وسيوفه وجنده ورجاله أو امره ويدل ايضا على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه وعلى الواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض فمن عاد في المنام صيقلا عمل من وجوه ذلك ما يليق به ومن جرت بينه وبين صيقل مجهول معالجة أو معاملة جرى مايدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله بما يطول شرحه وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكرم وقيل إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرا وقيل هو رجل يفتعل الكلام جيدا حسنا فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلا للولاية نالها وقيل ان ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانات وضرب الدراهم الرديئة كلام ردئ وقول بلا عمل والطبيب عالم فقيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدير لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم وترياق ومثل المؤدب والسيد والدباغ والمصلح لجلود الحيوان ويدل أيضا على الحجام لما في الحجامة من الشفاء فمن رأى قاضيا أو عالما عاد طبيبا كثر رفقه وعظم نفعه
۞ (ومن رأى) طبيبا عاد قاضيا أو فقيها فإن كان مسلما حكيما زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته وان كان على خلاف ذلك نزلت به البلابا ولعله يهلك أحدا بطبه لجهله وجراءته لأنه سما في المنام إلى ماليس له