كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 495

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 495



۞ (ومن رأى) ان له حميرا فإنه يصاحب قوما جهالا لقوله تعالى (كأنهم حمر مستنفرة) ومن ركب حمارا ومشى به مشيا طيبا موافقا فإن جده موافق حسن ومن أكل لحم حمار أصاب مالا وجدة فإن راى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء وان دخل حماره داره موقرا فهو جده يتوجه اليه بالخير على جوهر ما يحمل

۞ (ومن رأى) حماره تحول بغلا فإن معيشته تكون من سلطان فإن تحول سبعا فإن جده ومعيشته من سلطان ظالم فإن تحول كبشا فإن جده من شرف أو تمييز

۞ (ومن رأى) أنه حمل حماره فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون أحواله في سفره على قدر حماره ومن جمع روث الحمار ازداد ماله ومن صارع حمارا مات بعض أقربائه ومن نكح حمارا أقوى على جده

۞ (ومن رأى) كأن الحمار نكحه أصابه مالا وجمالا لايوصف لكثرته والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك ومن ملك حمارا أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله اليه كل خير ونجاه من هم وان كان موقورا فالخير أفضل ومن صرع عن حماره افتقر وان كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره ومن ابتاع حمرا ودفع ثمنها دراهم أصاب خيرا من كلام فإن رأى أن له حمارا مطموس العينين فإن له مالا لا يعرف موضعه وليس يكره من الحمار إلا صوته وفي الأصل جد الانسان وحظه

۞ (الحمارة) امرأة دنيئة وخادم أو تجارة المرء وموضع فائدته فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاريته أو خادمه فإن كان في المنام تحته فحملها منه فإن ولدت في المنام ما لايلده جنسها فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضا يسيرا وبرئ ومن ولدت حمارته جحشا فتحت عليه ابواب المعاش فإن كان الجحش ذكرا أصاب ذكرا وان كانت انثى دلت على خموله وقيل من ركب الحمارة بلا جحش تزوج امرأة بلا ولد فإن كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشا جموحا أصابه فزع من جهة ولد فإن لم يكن جموحا أصاب منفعة بطيئة وقيل ان الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عريا بلا سروج ولا ركبان

۞ (ومن رأى) جماعة خيل عليها سروج بلا ركبان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس ومن ملك عددا من الخيل أو رعاها فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحيته ومن ركب فرسا بسرج نال شرفا وعزا وسلطانا لأنه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام وقد يكون سلطانه زوجه ينكحها أو جارية يشتريها فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمسكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس ابنه ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته

۞ (ومن رأى) فرسا مجهولا في داره فإن كان عليه سرج دخلت اليه امرأة بنكاح أو زيادة أو ضيافة وان كان عريا دخل اليه رجل بمصاهرة أو نحوها وقد كان ابن سيرين يقول من أدخل فرسا على غيره ظلمه بالفرس أو بالشهادة أخذ ذلك من اسمه مثل ان يقتله أو يغمز عليه سلطانا أو لصا ونحو ذلك والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر وربما دلت مطية الانسان على نفسه فإن استقامت حسن حاله وان جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلام وجارية فمن ركب مهرا بلا سرج ولا لجام نكح غلاما حدثا وإلا ركب هما وخوفا وكذلك يجري حال المهرة

۞ (البقرة) سنة وكان ابن سيرين يقول سمان البقر لمن ملكها أحب الى من المهازيل لأن السمان سنون خصبة والمهازيل سنون جدبة لقصة يوسف عليه السلام وقيل البقرة رفعة ومال والسمينة من البقر المرأة موسرة والهزيلة فقيرة والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تنشز عليه فإن رأى غيره حلبها فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته وكرشها مال لاقيمة له وحلبها حبل امرأته وضياعها يدل على فساد المرأة وقال بعضهم ان الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي أعجازها شدة في آخر السنة والمسلوخ من البقر مصيبة في الاقرباء ونصف المسلوخ مصيبة في اخت أو بنت لقوله تعالى (وإن كانت واحدة فلها النصف) والربع من اللحم مصيبة في المرأة والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القرابات وقال بعضهم ان أكل البقر اصابة مال حلال في السنة لأن البقرة سنة وقيل ان قرون البقر سنون خصبة ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة ان كان أهلا لذلك وقيل من أصاب بقرة اصاب ضيعة من رجل جليل وان كان عزبا تزوج امرأة مباركة

۞ (ومن رأى) أنه ركب بقرة أودخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم وان رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقربائه وأن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها وألوان البقر إذا كانت مما تنسب الى النساء فإنها كألوان الخيل وكذلك إذا كانت منسوبة الى السنين فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها فإنها امرأة تقود على بنتها وان رأى عبدا يحلب بقرة مولاه فإنه يتزوج امرأة مولاه

۞ (ومن رأى) كأن بقرة أو ثورا خدشه فإنه يناله مرض بقدر الخدش ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل وقيل البقر دليل خير للأكرة ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب وأما دخول البقر الى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس فإن كانت سمانا فهي رخاء وان كانت عجافا فهي شدائد وان اختلفت في ذلك فكان المتقدم منها سمينا تقدم الرخاء وان كان هزيلا تقدمت الشدة وان أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الابان إبان سفر قدمت سفن على عددها أو حالها وإلا كانت فتنا مترادفة كأنها وجوه البقر كما في الخبر يشبه بعضها بعضا إلا أن تكون صفرا كلها فإنها أمراض تدخل على الناس وان كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل سنة مرجوة للخصب

۞ (ومن رأى) أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى ان كان فقيرا وعز وارتفع شأنه وان كان غنيا ازداد غناه وعزه ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولدا وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل الى رجل وامراة فإن صغيرها ولد ولحوم البقر أموال وكذلك أخثاؤها (وحكي) ان رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا فقال أخاف أن تبقر رجلا فأن رأيت دما خرج فهو أشد وأخاف أن يبلغ المقتل وان لم تر دما فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق ان صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة فكان كذلك

۞ (الثور) في الأصل عامل ذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لاقرن له فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير وربما كان الثور غلاما لأنه من عمال الأرض وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه وربما دل على الرجل البادى والحراث وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب اعلاها أسفلها وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية فمن ملك ثورا في المنام فإن كانت امرأة ذل لها زوجها وان كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما

۞ (ومن رأى) ذلك فمن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ولو ركبه كان ذلك أقوى ومن ذبح ثورا فإن كان سلطانا قتل عاملا من عماله أو من ثار عليه وان كان من بعض الناس قهر انسانا وظفر به ممن يخافه وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه فإن ذبحه من قفاه أو من بطنه أو من غير مذبحه فإنه يظلم رجلا ويعتدي عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله أو ينكحه من ورائه إلا أن يكون قصده في ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده فإن كان سلطانا أعان على غيره وأمر بنهب ماله وان كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة فإن كان سمينا ربح فيه وان كان هزيلا خسر فيه ومن ركب ثورا محملا انساق اليه خير ما لم يكن الثور أحمر فإن كان أحمر فقد قيل أنه مرض ابنه وتحول الثور ذئبا على عامل عادل يصير ظلما والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر سنة واحدة ومن ملك ثيرانا كثيرة انقاد اليه قوم من العمال والرؤساء ومن أكل راس ثور نال رياسة ومالا وسرورا ان لم يكن أحمر فإن رأى كأنه اشترى ثورا فإنه يداري الافاضل والاخوان بكلام حسن

۞ (ومن رأى) ثورا أبيض نال خيرا فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى ليه وقيل ان نطحه رزقه الله أولاد صالحين فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة وقيل من سقط عليه ثور فإنه يموت وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ثم ان الثور أردا أن يعود الى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه فقال هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع (وحكي) عن ابن سيرين أنه قال الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب ومانقص فهو خصومة وأما ن نطحه ثور زال عنه ملكه فإن كان واليا عزل عن ولايته وان كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه وجلد الثور بركة من اليه ينسب الثور

۞ (الجاموس) بمنزلة الثور الذي لايعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن وإناث الجواميس بمنزلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها وهو رجل شجاع لا يخاف أحد محتمل اذى الناس فوق طاقته نفاع فإن رأت امرأة ان لها قرنا كقرن الجاموس فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك ان كانت لذلك أهلا وربما كان تأويل ذلك لقيمها
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: