كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 510

كتاب تفسير الأحلام لإبن سيرين - صفحة: 510



۞ (الجمل) واما الابل إذا دخلت مدينة بلا جهاز او مشت في طريق الدواب فهي سحب وأمطار وأما من ملك ابلا فإنه يقهر رجالا لهم اقدار والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي وان كان من البخت فهو اعجمي والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر:إن على ذروته شيطانا, وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولأنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله تعالى (ان هم إلا كالأنعام) ويدل على الرجل الصبور الحمول وربما دل على السفينة لأن الأبل سفن البر ويدل على حزن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ركوب الجمل حزن وشهرة والمريض إذا رأى كأنه ركب بعيرا للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته ومن ركب بعيرا وكان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه والشهرة وان رأى ذلك سائرا على سلطان أو من يروم الخلاف على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لاسيما ان كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت فإن كان زوجها غائبا قدم عليها إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس وأما من رأى بعيرا دخل في حلقه أو في سقائه أو في آنية من آنيته فإنه جني يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الاناء من أهله وخدمه

۞ (ومن رأى) جملا منحورا في دار فإنه يموت رب الدار ان كان مريضا أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ولاسيما ان فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك ميراثه وان كان نحره ليأكله وليس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله وأما ان كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أويموت فإن كان مذبوحا فهو مظلوم وان سلخ حيا ذهب سلطانه او عزل عنه وأخذ ماله

۞ (ومن رأى) جملا يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل من كل دار أكلا مجهولا فإنه وباء يكون في الناس وإن كان يطاردهم فإنه سلطان أو عدو وسيل يضر بالناس فمن عقره أو كسرعضوا منه وأكله عطب في ذلك على قدر ما ناله وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه والقطار من الابل في الشتاء دليل على القطر وقيل ركوب الجمل العربي حج ومن سقط عن بعير اصابه فقر ومن رمحه جمل مرض ومن صال عليه البعير اصابه مرض وحزن ووقعت بينه وبين رجل خصومة وان رأى كأنه استصعب عليه اصابه حزن من عدو قوي فإن أخذ بخطام البعير وقاده الى موضع معروف فإنه يدل رجلا مفسدا على الصلاح وقيل قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء اليه ومن رعى ابلا عرابا نال ولاية على العرب وان كانت بخاتي فعلى العجم

۞ (ومن رأى) كأنه أخذ من أوبارها نال مالا باقيا فإن رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملكين او رجلين عظيمن ومن اكل رأس جمل نيئا اغتاب رجلا عظيما وركوب الجمل ان رآه يسير به سفر فإن رأى انه يحلب ابلا أصاب مالا حراما ومن اكل جمل اصابه مرض ومن أصاب من لحومها من غير اكل اصاب مالا من السبب الذي ينسب اليه الابل في الرؤيا وجلود الابل مواريث

۞ (الناقة) امرأة وسنة أو شجرة او سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا فمن ملكها أو ركبها تزوج ان كان عزبا أو سافر ان كان مسافرا وإلا ملك دارا أو ارضا أو غلة أو جباية فإن حلبها اشتغل وجبى وافاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه ينال ذلة وأما الرحل والهودج والقبة والمحفة فكل ذلك نساء لأنها تغشى وتركب

۞ (ومن رأى) ناقة مجهولة تدر لبنا في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فانها سنة خصبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فان ذلك يزول لظهور الفطرة لأن لبن النوق فطرة وسنة والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة الحسيبة وقيل أن لحم الابل مطبوخا رزق حلال وقيل هو وفاء بنذر لقوله تعالى: (كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل إلاماحرم إسرائيل على نفسه) قيل هو لحم والجزور والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة والخذوفة من النوق سفر في بر والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق وقيل ان مس الفصيل وكل صغير من الولدان حزن وشغل. وشغل (وحكي) عن ابن سيرين أنه سئل عن رجل رأى ناقة فقال تتزوج وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال منزلة وطاعة من امرأة

۞ (الغنم) غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال رأيت في المنام أني وردت على غنم سود فأولتها العرب ثم وردت على غنم بيض فأولتها العجم

۞ (ومن رأى) أنه يسوق غنما كثيرة وأعنزا فإنها ولاية على العرب والعجم وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها واوبارها اصابته الاموال منهم وقيل من رأى قطيعا من الغنم دام سروره

۞ (ومن رأى) شاة واحدة دام سروره سنة ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة ولك الأغنام زيادة غنيمة فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غنم ليس لهم أحلام ومن استقبلته أغنام فإنه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم والضأن عجم والمعز اشراف الرجال

۞ (ومن رأى) كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فإنه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه والألية مال المرأة والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب والسمينة غنية والهزيلة فقيرة وكلام العنز يدل على خصب وخير وشعر العنز مال والجدي ولده والعناق امرأة عربية واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجال يجتمعون هناك في أمر ومن رعى الغنم ولي على الناس

۞ (الكبش) هو الرجل المنيع الضخم كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر ويدل على المؤذن وعلى الراعي والكبش الاجم هو الدليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه ويدل أيضا الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره فمن ذبح كبشا لايدري لم ذبح فهو رجل يظفر به على بغتة أو يشهد عليه بالحق إن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلا أو ظلمه أو عذبه وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنبا وإن كان مديونا قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله تعالى بطاعة إلا أن يكون خائفا من القتل أو مسجونا أو مريضا أو مأسورا فإنه ينجو لأن الله تعالى نجى به اسحق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكا وقربة إلى يوم الدين ومن ذبح كبشا وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء والكباش المذبوحة في موضع قوم مقتولون ومن ابتاع كبشا احتاج اليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك

۞ (ومن رأى) كبشا يواثبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة وأخذ قرن الكبش منعة وصوفه أصابة مال من رجل شريف وأخذ أليته ولاية أمر على بعض الأشراف وروثه ماله أو تزوجه بأبنته لأن الألية عقب الكبش وأخذه مافي بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب اليه ذلك الكبش ومن حمل كبشا على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف

۞ (ومن رأى) كبشا نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت كأني مردف كبشا فإولت اني أقتل كبش القوم ورأيت كان ظبة سيفي انكسرت فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي فقتل حمزة رضوان الله عليه وقتل رسول الله ص طلحة صاحب لواء المشركين ومن سلخ كبشا فرق بين رجل عظيم وماله ومن ركبه استمكن منه وشحوم الكباش والنعاج والبانها وجلودها وأصوافها مال وخير أصاب منه ومن وهبت له أضحية أصاب ولدا مباركا

۞ (ومن رأى) أنه يقاتل كبشا فإنه يخاصم رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب لأنهما نوعان مختلفان وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإن المغلوب هو الغالب ومن ركب شيئا من الضأن أصاب خصبا وكذلك من أكل لحمه مطبوخا

۞ (ومن رأى) في بيته مسلوخا من الضأن مات هناك انسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة وأكل اللحم نيئا غيبة وسمين اللحم أصلح من مهزوله ورأى انسان كأنه صار كبشا يرتقي في شجرة كثيرة ذات شعوب وأوراق فقصها على معبر فقال تنال رياسة وذكرا في ظل رجل شريف ذي مال وحسب وربما خدمت ملكا من الملوك فاستخدمه المأمون بالله
شارك الصفحة
البحث:
بحث جوجل المخصص: